كان حفل زفاف الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، إلى ولى العهد الإيراني في ذلك الوقت محمد رضا بهلوي، من أكبر حفلات الزفاف التي شهدتها القاهرة في الثلاثينيات بعد حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة.



كان القصر قد زينت طرقاته وحدائقه بعقود من الأضواء الملونة، ونصب فيه سرادق ضخم فاخر مبطن بالحرير الأخضر تتصدره «كوشة» للعروسين.



ما كاد صاحب السمو الامبراطوري محمد رضا يصل إلى القصر حتى صدحت الموسيقى بالسلام الإمبراطوري الإيراني، ووصل بعد لحظات صاحبا الجلالة الملك فاروق والملكة فريدة، فحيتهما الموسيقى بالسلام الملكي المصري ونزلت الأسرة المالكة، من القصر إلى السرادق وسارت إلى «الكوشة» بين تحيات المدعوات وبسماتهن وتهنئتهن.



وكان موكب العروسين يتألف من عشرين فتاة متوجات الرؤوس بالملابس البيضاء يحملن أبدع الورود، وزفت كوكب الشرق أم كلثوم العروسين بنشيد «الزفة» المصري الذي أعده بديع خيري خصيصًا لهذه المناسبة، ثم قامت بديعة مصابني برقصة ريفية بارعة مع ست راقصات، مصحوبة بالغناء الريفي.



وقامت أم كلثوم بغناء قطعةٍ كان لها أجمل وقعٍ في النفوس لمناسبتها الجميلة ، وهي قطعة “على بلد المحبوب وديني” وما كادت تنتهي حتى تعالى صوت المطرب اللبناني محمد البكار بلحنٍ تقليدي وشاركه أعضاء النادي اللبناني في عدة رقصاتٍ وأغانٍ لبنانية بارعة فيها سحر الشرق والتغني بعظمته، صاحبها الأستاذ فاضل شوا بقيثارته الرائعة.



وقد شهد حفل الزفاف أزهي العروض حيث زينت المواكب بالورود وصعنت على أشكال وتماثيل تبرهن على مدى الرقي والتقدم الذي كان يعيش فيه المصريين في ظل حكم الملك فاروق.







وقد حملت الأميرة فوزية لقب إمبراطورة إيران لمدة 8 سنوات، وفي عام 1941 تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم، وأنجبت الأميرة فوزية منه ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوي، وتم الطلاق بينهما عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودة الأميرة فوزية إلى شاه إيران.