أبرز 10 أجيال لم تتأهل إلى كأس العالم

[3g-shairng]

نعيش في الفترة الحالية أجواءً لا تتكرر في كل عام بنفحات مراحل الحسم للتأهل إلى أهم بطولات كرة القدم، جميع القارات تتأهب بمباريات التصفيات وتحاول أن تكشف عن خيرة من يمثلها في المحفل العالمي والمستفيد الأول هو متابع كرة القدم وعاشقها بمباريات إثارتها لا تكمن في عدد الأهداف بل في مصير المنتخبات الكبيرة منها والصغيرة.
يا ترى كيف كان شعور جماهير السبعينات والثمنينات في تلك الفترة من الموسم الكروي؟ هل كان هناك منافسة شرسة حتى المباراة الأخيرة من التصفيات لتحديد المتأهلين؟ وهل كان هناك مفاجآت من المنتخبات الصغيرة بإقصاء عمالقة من مرحلة التصفيات ؟
هذا بالتأكيد ما حدث وقد تكون الإثارة عرفت ذروتها قديمًا عن وقتنا الحالي، فهناك فترات عرفت توازن كبير بين عدد ضخم من المنتخبات الكبرى على مستوى العالم وخلال التقرير التالي سنحاول التركيز على أبرز الأجيال على مر التاريخ التي فشلت في التأهل رغم امتلاكها لأسماء ونجوم بارزين ...!
فترة عصيبة ومثيرة للشفقة عاشتها الكرة الإيطالية في الخمسينات بعد كارثة طائرة سوبراج الشهيرة في 1949 وضياع جيل تورينو العظيمفي هذا الوقت مما ضرب الطليان في مقتل وساهم في اختفاء التاريخ الإيطالي طوال عقد من الزمان.
وعلى الرغم من تعافي الطليان من الكارثة في تصفيات مونديال 58 حيث كانت التوقعات تشير إلى تفوقهم على المنتخب السويدي بالتصفيات حيث خسر الآتزوري المباراة الأخيرة لهم أمام أيرلندا الشمالية وفشلوا في التأهل، ويكفي أن تلك الفترة لم تشهد فوز في أي مباراة للمنتخب الإيطالي لمدة عامين ونصف العام.
تلك الفترة التي كانت أوروبا كلها تحترم فيها الكرة الاسكتلندية بعد تتويج فارسيها سيلتك في عام 1967 ورينجرز في عام 1972 ببطولة أوروبا الأضخم على مستوى الأندية وامتلاك المحاربين لتشكيلة مميزة بقيادة 'جوني كريج' و'جيمي جوهانسون'، ولكن هذا الجيل الذهبي والذي صال وجال في ملاعب إنجلترا لسنوات فشل في التواجد في المحفل العالمي.
وهذا نتيجة حلول المنتخب الاسكتلندي ثانيًا في مجموعته بالتصفيات خلف منتخب ألمانيا الغربية عقب مباراة مثيرة لعبت في ختام دور المجموعات بمدينة هامبورج الألمانية وانتهت بفوز أصحاب الأرض بنتيجة 3-2.
رغم تواجد اسم كبير على مقاعد بدلاء منتخب الأسود الثلاثة في السبعينات بحجم 'السير ألف رامسي' إلا أن الحقيقة التاريخية تشير إلى عدم تأهل المنتخب الإنجليزي لأي بطولة كبيرة في العقد ما بين 1970-80 وربما هي الفترة الأسوأ في تاريخ الكرة الإنجليزية عبر التاريخ.
تصفيات مونديال 74 وصلت فيها المنافسة على أشدها بين الإنجليز والألمان عبر المنتخب الغربي لهم، وكما فعلها جنود هامبروج أمام الاسكتلنديين منذ 4 أعوام كرروا فعلتهم أمام الجيران الإنجليز وأقصوهم من التصفيات خلال الجولة الأخيرة من دور المجموعات، الجولة الشهيرة التي نعت فيها لنجم الإنجليزي 'براين كلو' الحارس توماسوفسكي بـ'المهرج' ليحرم هذا المهرج منتخب بلاده من التواجد في المونديال بعد ذلك.
على الرغم من الهيمنة الأوروبية لنادي دينامو كييف في عام 1975 على صعيد الأندية وتتويج الفريق الأوكراني التابع للاتحاد السوفيتي وقتها ببطولة أوروبا والسوبر الأوروبية والعديد من البطولات الكبرى إلا أن منتخب الاتحاد الأعظم في العالم وقتها لم يتمكن من التأهل إلى مونديال 78 وهذا نتيجة خسارة غريبة ومفاجآة تعرض لها المنتخب في الجولة الأخيرة من التصفيات.
أغلب النقاد والمتابعين رشحوا الاتحاد السوفيتي للفوز على منتخب اليونان في الجولة الختامية للمونديال بقيادة الساحر 'أولي بلوخين' ولكن أحفاد الإغريق عرفوا كيف يحطموا كبرياء الاتحاد السوفيتي بهدف من ثيسالونيكي.
إذا أخبرك شخص ما أن هناك منتخبًا يلعب له الثلاثي 'ريكارد خوليت وفان باستن' ولم يستطع التأهل إلى كأس العالم فأنت بالطبع لن تصدقه ! ولكن بالفعل هذا ما حدث قبل مونديال المكسيك حينما فشل هذا الثلاثي المرعب لنادي ميلان ومعهم العديد من نجوم المنتخب الهولندي منهم أيضًا الأسطورة'روب دي فيت' بعدما خسر الطواحين اللقاء الحاسم أمام الجار الذي لا يوجد فاصل حدودي بينهما -المنتخب البلجيكي- بهدف حاسم في لقاء العودة من 'جورجيس جورن'
المنتخب الهولندي في ذلك الوقت توقع له الكثير التأهل إلى المونديال بل والفوز به فهؤلاء هم الشباب الذين صعدوا لنهائي كأس العالم 1978، ولكن كرة القدم لا تعترف الأسماء أبدًا
حُرمنا جميعًا كمتابعين لكرة القدم من منتخب وصف بأنه الأفضل في العالم في بداية فترة التسعينات، المنتخب اليوجسلافي لم يتواجد بالتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال الأمريكي نتيجة للحرب التي تفكك معها العديد من الدول الأوروبية حيث كان يضم هذا المنتخب مواهب دول كـ كرواتيا البوسنة سلوفينيا مقدونيا وصربيا ومونتينجرو.
المنتخب المذهل لم يتواجد بعد تفكك الدولة اليوجسلافية عام 91 وغاب عن المونديال وقتها أسماء لامعة كـ دراجان ستويكوفيتش، زفونيمير بوبان، ديان سافيسافيتش، دافور سوكر، داركو بانسيف، سينيسا ميهايلوفيتش، روبرت بروسونيكي وسريكو كاتانيتش.
المنتخب الفرنسي لم يكن هذا المنتخب الكبير الذي نعيش معه الآن عبر التاريخ وازدادت قوته مع فترة التسعينات، ولكن في تصفيات مونديال الولايات المتحدة عرف منتخب الديكة سوء حظ غريب بعد جمعه لـ14 نقطة في مجموعته بالتصفيات واحتياجه لنقطتين فقط من آخر جولتين ولكنه فشل وحصد نقطة يتيمة لم تؤهله إلى مونديال 94.
آخر جولتين أمام الممنتخب البلغاري والكيان العبري كان حال الفرنسيين لا يسر الجماهير بعدما ضرب الفريق وابل من الإصابات في خطوط حيوية من الملعب وبالفعل خسرت فرنسا مباراة تعادلت في أخرى لتفشل في التواجد في أمريكا ويغيب عن أمريكا نجوم بقامات جان بيير بابان، ديفيد جينولا، اريك كانتونا، ديدييه ديشان ومارسيل دوسايي.
لا أحد يعرف في تلك الحقبة لماذا أبقى الاتحاد الإنجليزي على المدير الفني للمنتخب 'جراهام تايلور' بعد الأداء الكارثي في يورو 1992 والخروج المخجل للمنتخب الإنجليزي من البطولة الأوروبية، ولكن تايلور استمر على رأس الناصية الفنية للأسود الثلاث ليقودهم إلى إخفاق آخر بعدم التأهل إلى كأس العالم 1994.
تصفيات شهدت كوارث للمنتخب الإنجليزي فمع فشله في التغلب على منتخبي هولندا والنرويج بمجموعته التي تضم عملاقة كبلات وبالس، استقبل أعرق منتخبات الأرض هدفًا تاريخيًا أمام منتخب سان مارينو المعغمور بعد 7 ثوانٍ فقط من بداية مباراة في التصفيات.
توسمت الجماهير البرتغالية خيرًا بجيل شاب يضم العديد من اللاعبين المطلوبين في كبار الأندية الأوروبية على رأسهم المواهب 'فيجو بينتو وروي كوستا' وبعد الفشل في التواجد في مونديال إيطاليا والولايات المتحدة كانت باريس هي هدف البرتغاليين مع كأس العالم 1998.
ولكن البرتغال فشلت في التواجد بين الكبار من جديد عقب الأداء المتواضع لهؤلاء الشباب على الصعيد الدولي وخاصة في مباريات التصفيات، حيث حل المنتخب البرتغالي ثالثًا في مجموعته خلف ألمانيا وأوكرانيا، وفشل الفريق الممتع في الفوز على المنتخب الألماني في برلين وقتها لكي يتأهل في مباراة عرفت إقصاء روي كوستا.
مونديال تواجد به منتخبات ككوستاريكا جنوب أفريقيا والصين ومن أوروبا أسماء كبولندا أيرلندا وسلوفينيا ولم يتواجد به منتخب عملاق كالمنتخب الهولندي، ربما هو الإخفاق الأكبر في مسيرة الخبير 'لويس فان خال' التدريبية حين فشل في قيادة منتخب بلاده إلى كأس العالم في ذلك الوقت رغم امتلاكه لأسماء وازنة ومجموعة مميزة من النجوم.
خسارة المنتخب الهولندي أمام المنتخب الأيرلندي في دوبلن بهدف نظيف أجبرتنا على متابعة مونديال في بلاد العمل والتطور بدون نجوم بحجم إدجار دافيدز، كلارنس سيدورف، رود فان نيستلروي، مارك أوفرمارس وياب ستام.