منتديات ثري جي شيرنج  
العودة   منتديات ثري جي شيرنج > المنتدي الاسلامي > قسم التوحيد والعقيدة
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 - 5 - 2014
الصورة الرمزية ابو ساره
ابو ساره ابو ساره غير متواجد حالياً
النائب الاول
 
تاريخ التسجيل: 7 - 12 - 2013
المشاركات: 20,553
افتراضي الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!



الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!

إن الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة وبدون واسطة, فلماذا فرضت العبادات كلها عن طريق الوحي على وجه الأرض دون الصلاة، أخذ الله نبيه هناك إلى مكان لم يصل إليه أحد فتفرض هناك خاصة؟!!

والجواب عن ذلك أقول: إن الإنسان يتكون من قسمين: جسد وروح، فالجسد خلق من طين وغذاؤه من طين ومرجعه للطين، والروح مخلوقة من روح الله { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (الحجر: 29)، وغذاؤها غذاءٌ روحي هو العبادة والصلاة، ومرجعها إلى الله كما في الحديث أن ملك الموت وأعوانه يصعدون بها إلى الله حين قبض الروح من العبد مباشرة، فناسب أن يكون غذاؤها من المكان الذي خلقت منه – كالجسد وغذاؤه – ففرضت هناك، فأصبحت معراجاً روحياً بينك وبين الله،

ففي صحيح مسلم ” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي. فَإِذَا قَالَ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ”

وثمة حكمة أخرى من فرضية الصلاة في السماء: أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي يشترك فيها أهل السماء مع أهل الأرض، لأن الملائكة لا تزكي لأنها لا تملك المال، ولا تأكل ولا تشرب حتى تصوم، ولا تتناكح ولا تتناسل حتى تؤمر بصلة الأرحام وضوابط المعاملات، وإنما هي أجسام نورانية لطيفة قادرة على التشكل بأشكال حسنة، مفطورون على العبادة، منهم الراكع لا يرفع رأسه، ومنهم الساجد لا يرفع رأسه، ومنهم المسبح ومنهم القائم، وكرم الله الإنسان لأنه جمع في صلاته أنواع صلوات الملائكة من قيام وركوع وسجود وتسبيح وغيرها، فالملائكة يسبِّحون اللَّيل والنَّهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا: سبحانك! ما عبدناك حقَّ عبادتك. وإذا كانت الملائكة تقول ذلك حياءً من التقصير- مع أن الراكع والساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة – فماذا نقول نحن لله؟! لذلك ناسب أن تفرض الصلاة في السماء لاشتراك أهل السماء مع الأرض فيها.

عباد الله: إن الغذاء المادي هو قوام الجسد؛ وعبادة الله تعالى هي قوام الروح، وهي الغاية التي من أجلها خلق الله الإنسان وكرمه من بين سائر المخلوقات، ومظاهر هذا التكريم أن الله جمع فيه صفات العالم العلوي ( الملائكة ) والتي تتمثل في الجانب الروحي، وصفات العالم السفلي ( الحيوانات والبهائم ) والتي تتمثل في الجانب المادي الشهواني، فإذا اهتم الإنسان بالجانب الروحي وتغلب على شهواته وقمعها وهذبها؛ صعد بروحه إلى أعلى حتى يصل إلى درجة الملائكة، لأن هناك قاعدة عامة عند العلماء تقول: وجود الشهوة مع قمعها أفضل من عدم وجودها، فكلما كثرت الشهوات والفتن وتغلب العبد عليها كلما كان أكثر أجراً عند الله، يدل على ذلك قوله r: “العبادة في الهرج كهجرة إليَّ” [مسلم]

قال الإمام النووي: ” المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد .”

فالذي يعبد الله في زمان الفتن كالزمان الذي نعيش فيه الآن، يأخذ أجور الناس جميعًا.

لذلك فإن المعصية تصير كبيرة من الشيخ الكبير، كما أن الطاعة أجرها عظيم من الشاب الفتيِّ. فقد جاء في الأثر الإلهي: ” أحب ثلاثاً وحبي لثلاث أشد ، أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد، وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد، وأحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد ، وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد ، أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد ، وأبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد “.

أما إذا أهمل الجانب الروحي واهتم بغذاء الجانب المادي من ملبس ومركب وغذاء وشراب وغيرها من ملذات الحياة كحال كثير ممن الناس الذين لا يعرفون للمسجد طريقاً ولا للحسنات سبيلاً، فإنه يهبط إلى أسفل حتى يصل إلى درجة البهائم.قال تعالى:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف: 179)،

إن الحياة بدون عبادة حياة خاوية الروح، مظلمة الفكر، منتنة الطبع، متعفنة الفطرة، مرة المذاق، ولا أدل على ذلك من حالات الناس في تلك المجتمعات التي فقدت السلطان الروحي؛ حيث يندفع الكثير منهم إلى الانتحار نتيجة القلق النفسي، فإن عبادة الله سبحانه وتعالى بها يحفظ التوازن بين مطالب الجسم ورغائب الروح، وبين دوافع الغرائز ودواعي الضمائر، وبين تطلعات العقل وأشواق القلب، وهي مدد ووقود لجذوة العقيدة التي تنير جوانب النفس. ولذلك ” كان النبي r إذا حزبه أمر صلى ” ( أبو داود )، وكلما أحس r بضيق أو هَمٍّ يقول: ” أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها “( أبو داود )،

فكلما بعدتَّ عن العبادة والطاعة كنتَ في ضيق وغمٍّ وقلق نفسي وتوتر وضنك، والشفاء والعلاج في صلتك بالله، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}( طه: 124 – 126)

وقد وصف الله حال من لا يعبده بالبهائم، بل هو أضل لأن البهائم تسبح الله وتسجد له؛ فتكون أعلى مرتبة منه:{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(الإسراء:44 )

وقد أوقفتني آية كريمة في سورة الحج تبين أن الكون بما فيه يسجد لله لا يتخلف لحظة إلا الإنسان:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}( الحج : 18) ،

فمن المعروف في اللغة أن المعطوف يوافق المعطوف عليه في أربعة من عشرة، والله – U – عطف جميع المخلوقات بــ ” ال ” التي تفيد عموم وشمول جنس كل نوع من هذه المخلوقات – من شمس وقمر ونجوم وجبال وشجر ودواب- وجاء عند الإنسان فعدل عن سياق العطف فقال:

{وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} ليشير إلى أن جميع المخلوقات لا تتخلف لحظة عن التسبيح والسجود والعبادة, وأن الإنسان الوحيد الذي لم يخلق إلا للعبادة هو الذي يتخلف!!!! فالصلاة معراج للأرواح والنفوس، خمس مرات كل يوم في الأداء، وخمسون في الأجر والثواب عند الله تعالى،

وإشارة إلى أن المسلم يسمو بنفسه وروحه فوق الشهوات والشبهات، ودائمًا يتطلع إلى المعالي، ويتعلَّق بالمثل الأعلى في كل شيء من قيم الحياة، فلا يرضى بالدون أو المؤخرة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 - 7 - 2014
جمال الجندى جمال الجندى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: 1 - 7 - 2014
المشاركات: 21
افتراضي رد: الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 - 7 - 2014
الصورة الرمزية م/ابواحمد
م/ابواحمد م/ابواحمد غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: 25 - 12 - 2013
المشاركات: 1,625
افتراضي رد: الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!

بارك الله فيك اخى الغالى

التوقيع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 - 2 - 2023
الصورة الرمزية كين المصرى
كين المصرى كين المصرى غير متواجد حالياً
محترف فلاشات وملفات قنوات

 
تاريخ التسجيل: 2 - 9 - 2013
المشاركات: 1,462
افتراضي رد: الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 - 9 - 2023
الصورة الرمزية محمود الاسكندرني
محمود الاسكندرني محمود الاسكندرني غير متواجد حالياً
مشرف القسم الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: 19 - 7 - 2023
المشاركات: 187
افتراضي رد: الحكمة من فرضية الصلاة في السماء دون بقية العبادات!!


التوقيع

https://www.masrsatlinux.com/vb/image.php?type=sigpi  c&userid=511&datelin  e=1615398246

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحكمة, السماء, الصلاة, العبادات!!, بقية, فرضية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الناسخ والمنسوخ في اهم العبادات الا وهوه الصلاة 3g-shairng قسم الحديث وعلومه 6 30 - 4 - 2023 4:58 AM
أهمية الصلاة وسبب فرضيتها في السماء دون بقية العبادات!! ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 1 7 - 6 - 2016 7:17 AM
مجهولون في الأرض .. معروفون في السماء ! م/ابواحمد المنتدي الاسلامي العام 2 11 - 10 - 2014 3:49 PM
لوبلغت زنوبك عنان السماء م/ابواحمد قسم الحديث وعلومه 1 25 - 6 - 2014 12:54 PM
رصد لـ«الشروق»: لم يضغط علينا أحد لمنع بقية «فيديو السيسي» 3g-shairng اخر اخبار الصحف العربيه والمصرية 0 3 - 10 - 2013 7:09 PM


الساعة الآن 6:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
( Developed and programmed by engineer ( Abu Maryam Sat