منتديات ثري جي شيرنج  
العودة   منتديات ثري جي شيرنج > المنتدي الاسلامي > المنتدي الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
المنتدي الاسلامي العام ( )


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22 - 6 - 2014
اكرامى حمامة اكرامى حمامة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 18 - 5 - 2014
المشاركات: 100
الدعوة الإسلامية دعوة أخلاقية





الدعوة الإسلامية دعوة أخلاقية

دعا الدين الإسلامي إلى الفضائل، ونهى عن الرذائل، وجعل سعادة الدنيا والآخرة جزاءً لمن التزم بذلك وقام به،

قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [1]،

كما قال تعالى:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [2]،

والعمل الصالح يشمل الالتزام بتشريعات الإسلام وآدابه وأخلاقياته.

ومن مميزات الدعوة الإسلامية أنها دعوة أخلاقية، شهدت بذلك أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بعد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، حين أثنت عليه بما علمت من كريم أخلاقه وحسن طريقته، فقالت تهدئ من روعه أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)[3]،
فهي شهادة بحسن أخلاقه وأفعاله، ومما يلاحظ أنها لم تشهد له آنذاك برجاحة العقل أو رفعة القدر-رغم توافر الصفتين فيه-بل شهدت له بأنه على خلق عظيم، وهو ما شهد له به القرآن حين درجت الدعوة وخرجت لتسمع بها قريش، فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [4].

وقد سبق علم قريش بذلك، فقد نشأ عليه الصلاة والسلام من أول أمره متحلياً بكل خلق كريم، مبتعدا عن كل وصف ذميم، قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (كان من أكمل الناس تربية ونشأة، لم يزل معروفا بالعدل والبر والصدق ومكارم الأخلاق، وترك الفواحش والظلم، وكل وصف مذموم، مشهودا له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة، وممن آمن به وكفر بعد النبوة...
فليس في تلك الكتب إيجاب لعدل، وقضاء بفضل، وندب إلى الفضائل وترغيب في الحسنات، إلا وقد جاء به، وبما هو أحسن منه)[5]،
فكان من أعلم الناس وأفصحهم وأكثرهم حياء، ويضرب به المثل في الأمانة والصدق والجود، أدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان من أوفر الناس أدبا وأوفرهم حلما، وأكملهم قوة وشجاعة، وأوسعهم رحمة وشفقة، وبالجملة كل خلق محمود يليق بالإنسان، فله منه القسط الأكبر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق[6].

ومن ذلك شهادة السائب المخزومي [7]
رضي الله عنه-وهو من المؤلفة- له يوم الفتح، بحسن الخلق وسهولة المعاملة، والرفق والابتعاد عن المراء والخصومة، فيقول: جيء بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فجعل الناس يثنون علي، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية)) فقالنعم يا رسول الله فنعم الصاحب كنت)[8]،
وفي رواية قال بأبي أنت وأمي، كنت شريكى فنعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري[9][10].

وقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم دعوته للناس بقوله(إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))[11]،
والمتبصر بحقيقة الإسلام، يلحظ المكانة العظيمة التي تحتلها الأخلاق فيه، حتى كان إتمام مكارم الأخلاق هي دعوته، ( فمكارم الأخلاق دلالة على أداء الواجبات الاجتماعية بكفاءة وإتقان، ودلالة على جودة العمل الفردي والاجتماعي بمهارة، ودلالة حسن التكيف الاجتماعي بين الأفراد من أجل حياة سعيدة نامية متجددة)[12].


وهذا أبو ذر الغفاري[13]
رضي الله عنه ( لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاسمع من قوله. فرجع فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق)[14].

فأحكام الإسلام بشكل عام لا تخرج عن أمرين، أمر بالخير أو نهي عن الشر، كما تنبه لذلك أكثم بن صيفي[15]،
حين أرسل من قومه رجلين ليأتياه بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغوه عنه، فذهبا إليه وسألاه عن رسالته،
فقال( أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله))،
ثم تلا عليهما
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [16]،
فأتيا أكثم فقالا له ذلك، فقال: إي قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوسا ولا تكونوا أذنابا[17].

أما المقصود بالأخلاق:

فالخلق ( عبارة عن هيئة راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية)[18]،
ويجيء الخلق بمعنى: الدين والطبع والسجية[19]،
وهو وصف لصورة الإنسان الباطنة، و(يقال: فلان حسن الخَلق والخُلُق: أي حسن الباطن والظاهر، فيراد بالخَلق الصورة الظاهرة، ويراد بالخُلُق الصورة الباطنة)[20].

والخلق صفة مستقرة في النفس- فطرية أو مكتسبة- ذات آثار في السلوك، محمودة أو مذمومة، ويقاس مستواه عن طريق قياس آثاره في سلوك الإنسان، فالسلوك هو المظهر الخارجي للخلق، فالصفة الخُلقية الحميدة تكون آثارها في سلوك الإنسان حميدة كذلك، وإذا كانت ذميمة كانت آثارها ذميمة، وكما أن الشجرة تعرف بالثمرة، فكذلك الخلق الطيب يعرف بالأعمال الطيبة[21].

وقد تكررت الآيات القرآنية والأحاديث في مدح حسن الخلق، والأمر به بشكل عام مجمل، والأمر والترغيب بفضائل خلقية كثيرة، وكذلك النهي والترهيب عن رذائل الأخلاق، ثم تبين الجزاء لمن التزم بذلك، بالظفر بمرضاة الله تعالى، والسعادة العاجلة في الحياة الدنيا، والمؤجلة في الآخرة[22].

ومن آثار الأخلاق الإسلامية المباركة على الدعوة، انتشارها في نواحي الأرض، وقبول الناس لها، لما يرون من أخلاق المسلمين الحسنة التي يتحلون بها في تعاملهم مع غيرهم، سواء أكانوا تجارا، أم طلبة علم، أم مجاهدين في سبيل الله، وذلك حين كان المسلمون مُثُلا تتحرك، وقيما إيمانية تسعى في الأرض، ويسعى نورها بين أيديها وبأيمانها[23].

وبأخلاقهم برهنوا لغيرهم على سمو هذا الدين وعظمته، مما دفع الكثير من غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام رغبة وحبا فيه.

يقول بيجي روديك: ( وتعاليم الإسلام الخُلُقية تحقق امتزاجا تاما بين المثالية والواقعية.. وليس في الإسلام أي فصل بين الدين والسياسة، فمن واجب الدولة المسلمة، أن تراعي واجباتها الخُلقية المفروضة إلى الأفراد، فالسياسة في الإسلام أخلاق أولا وقبل كل شيء)[24].


[1] سورة النحل جزء من آية 90.

[2] سورة النحل آية 97.

[3] صحيح البخاري كتاب التعبير باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة 8/67.

[4] سورة ن آية 2. وانظر من فلسفة التشريع الإسلامي: فتحي رضوان ص 48، دار الكتاب اللبناني بيروت ط:2، 1975م.

[5] باختصار، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ص 80- 83، مطابع المجد التجارية ط: بدون.

[6] وذلك مثل شهادة كفار قريش عند بنائهم الكعبة بأمانته وصدقه، وكذلك شهادة أبي سفيان له أمام هرقل. وأمثلة أخرى. انظر من أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: عبد المحسن بن حمد العباد من ص 21 حتى ص30، من مطبوعات الجامعة الإسلامية مركز شئون الدعوة ط:6، 1414هـ.

[7] هو صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والد عبد الله بن السائب وقيل: هو قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ المخزومي، من مسلمة الفتح، ذكر أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال المرتدين، وبعثه مبشرا بالفتح إلى أبي بكر الصديق، أدرك خلافة معاوية رضي الله عنه .بتصرف، الإصابة 2/10، وانظر الإصابة 3/248.

[8] رواه الإمام أحمد في مسنده 3/425.

[9] قوله لا تداري: أي لا تخالف ولا تمانع، وأصل الدرء الدفع، يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق والسهولة في المعاملة، وقوله لا تماري: يريد المراء والخصومة. بتصرف، معالم السنن 7/188.

[10] سنن أبي داود كتاب الأدب باب في كراهية المراء 4/260 ح 4836، والمصنف: ابن أبي شيبة 14/505 ح 18794، وسنن ابن ماجه في كتاب التجارات باب الشركة والمضاربة 2/768 ح 2287، وقال عنه الشيخ الألباني: حديث صحيح. انظر صحيح سنن ابن ماجه 2/29 ح 1853.

[11] رواه الإمام أحمد في مسنده 2/381 عن أبي هريرة رضي الله عنه. والإمام البخاري في الأدب المفرد باب حسن الخلق ح 273، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة العربية باكستان ط: بدون، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/75 ح 45.

[12] الطبيعة البشرية في القرآن الكريم: د. لطفي بركات أحمد ص 57، دار المريخ الرياض، ط:1، 1401هـ 1981م.

[13] هو جندب بن جنادة بن سكن الغفاري، من نجباء الصحابة، وأحد السابقين الأولين، قيل: كان خامس خمسة في الإسلام، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته، توفي بالربذة سنة 31، ومات وحيدا كما تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم . بتصرف، سير أعلام النبلاء 2/46، والإصابة 4/62.

[14]صحيح البخاري كتاب الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل 7/81.

[15] الأكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي، الحكيم المشهور، كان من المعمرين، قيل أنه ركب بعيره متوجها إلى المدينة ليسلم فمات في الطريق، فنزل فيه فوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا ﴾ [النساء: 100] وقيل نزلت في غيره. بتصرف، الإصابة 1/110، وانظر أسباب النزول للسيوطي ص 80.

[16] سورة النحل جزء من آية 90.

[17]بتصرف، الإصابة 1/110، ومن الشواهد على ذلك قول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي في تعريفه بالإسلام: وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار، ونهانا عن الفواحش وقول الزور.. الخ . سبق تخريجه 17.

[18] التعريفات: السيد الشريف علي بن محمد بن علي السيد الجرجاني ص 135، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب بيروت، ط:1، 1407هـ 1987م.

[19] النهاية في غريب الحديث 2/70.

[20] إحياء علوم الدين 3/53.

[21]بتصرف، الأخلاق الإسلامية وأسسها: الأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني 1/10، دار القلم دمشق، ط:3، 1413هـ 1992م. ومقدمة في علم الأخلاق: د. محمود حمدي زقزوق ص 33-34، دار الفكر العربي ط:4، بدون تاريخ.

[22] ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وما رواه ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وإنه كان يقول( خياركم أحاسنكم أخلاقا)) صحيح البخاري كتاب الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل 7/82.

[23]بتصرف، أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي: د. علي جريشة ومحمد شريف الزيبق ص 219، دار الاعتصام ط: بدون. ولعل الخلل الكبير الذي يعاني منه المسلمون في حياتهم المعاصرة، من انحسار للدين الإسلامي وتضييق على الدعوة، وتقصير في إقامة الدين، هو من النقص في الأخلاق الأساسية التي يجب أن تتوافر في كل مسلم، لأنها إن ضعفت ونقصت فلن تقوم للأمة قائمة، حتى أن بعض الكتاب يصف هذه الأزمة التي يمر بها المسلمون بأنها أزمة أخلاقية. بتصرف، خواطر في الدعوة: محمد العبدة 2/44، المنتدى الإسلامي بريطانيا


ط:1، 1413هـ.

[24] رجال ونساء أسلموا: عرفات كامل العشي 6/114، دار القلم الكويت، ط:3، 1389هـ 1978م. وانظر عدة شواهد في كتاب قالوا عن الإسلام: د. عماد الدين خليل ص 184 و 195 و 196 و 199 ...الخ. من إصدارات الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض ط:1 1412هـ 1992م..
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البرتغالي ميريليس مهدد بالعقوبة بسبب حركة غير أخلاقية معاذ احمد الشحات خبار الرياضة العربية 1 21 - 5 - 2023 11:11 PM
تجهيز الناس لبداء الدعوة مقال في التديبر لها 3g-shairng قسم الحديث وعلومه 2 28 - 4 - 2023 1:16 AM
دعوة الإسلام إلى الحفاظ على العقل ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 0 2 - 9 - 2015 11:54 AM
مستجابو الدعوة الجهاد المنتدي الاسلامي العام 4 10 - 12 - 2014 11:57 PM
دعوة الإسلام إلى الوحدة والاعتصام ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 2 10 - 12 - 2014 11:48 PM


الساعة الآن 12:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
( Developed and programmed by engineer ( Abu Maryam Sat