أول صحابية طلقت واعتدت في الإسلام

[ابو ساره]

هي صحابية ذات سيرة عطرة ومواقف باهرة .. لقبت بخطيبة النساء، بل كانت رسولة النساء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كُن يرسلنها إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لتسأله عن أمورهن وكانت من أوائل من بايعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة الرضوان.

وتعتبر هذه الصحابية أول امرأة طلقت واعتدت في الإسلام، ولم يكن للنساء قبل ذلك عدة، فتقول عن ذلك فيما أخرجه أبو داود والبيهقي في سننه، قالت: "طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى:{وَالْمُطَلَّق َاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ}.. [البقرة - 228].

إنها الصحابية الكريمة السيدة أسماء بنت يزيد بن السّكن الأنصارية .. التي عرفت بحسن المنطق والبيان وكانت راوية للحديث النبوي الشريف، فقد لازمت البيت النبوي طويلًا، وكانت محبة للعلم والسؤال، إذ كانت تمتلك الجرأة في الاستفسار، لذلك كانت من أكثر النساء رواية للحديث، فقد روت فيما يذكر 81 حديثًا.

اشتهرت السيدة أسماء بفصاحتها وسميت بـ"خطيبة النساء"، وكانت أول ما طالب بالمساواه بين الرجال والنساء في يروي المؤرخ ابن الأثير في كتابه "أُسد الغابة": أتت أسماء بنت يزيد بن السكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنّا معشر النساء محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعدُ بيوتكم ومَقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل إذا خرج حاجّاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟.

فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه بوجهه كلِّه ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قَط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها فقال: "افهمي، أيتها المرأة، وأَعْلِمي مَن خلفك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّلِ المرأة لزوجها وطلَبها مرضاته واتباعَها موافقته يَعْدِل ذلك كلّه". فانصرفت المرأة وهي تهلّل.

ليس هذا فحسب .. بل كانت السيدة أسماء من المجاهدات فشهدت غزوات الخندق وخيبر والحديبية، فكانت تضمد الجرحي وتطببهم وتسقيهم، بل كانت تضرب من يفر من المعركة من الجنود المسلمين، وظلت كذلك حتى شهدت معركة اليرموك في العام 13 من الهجرة في الشام، روى عنها أنها اقتلعت عمود خيمة وظلت تضرب به رؤوس الروم حتى أنها قتلت في هذا اليوم 9 من جنودهم، وعاشت بعدها عمرًا.

وتوفيت السيدة أسماء بنت يزيد بن السّكن في سنة 69 للهجرة في خلافة عبدالملك بن مروان حسبما ذكر بعض المؤرخين.

[الآمبرآطور]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[ابو ساره]

شكرااا للمتابعة