منتديات ثري جي شيرنج  
العودة   منتديات ثري جي شيرنج > المنتدي الاسلامي > المنتدي الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
المنتدي الاسلامي العام ( )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 - 4 - 2017
الصورة الرمزية ابو ساره
ابو ساره ابو ساره متواجد حالياً
النائب الاول
 
تاريخ التسجيل: 7 - 12 - 2013
المشاركات: 20,568
الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول -





الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول

عباد الله: ما أحوج الأمة الإسلامية في هذه الظروف القاسية إلى صدق التعامل في البيع والشراء؛ وإنه من ينظر إلى واقعنا المعاصر يجد انتشار الكذب والتضليل والخداع والخيانة والغش في المعاملات؛ فضلاً عن كثرة الأيمان الكاذبة من أجل ترويج السلع الفاسدة؛

ويحضرني قول الشيخ كشك – رحمه الله– حيث يقول: تاجر المواشي يأخذ البهيمة إلى سوق البهائم وهي ليست حاملاً ؛ فحينما يُسأل عن حملها؟ يمسك ذيلها ويحلف قائلاً: والله لها أربعة وهذا الخامس!! يقصد: لها أربعة أرجل والذيل خامسها؛ ويظن المشتري أنها حامل أربعة أشهر وهذا الشهر الخامس!! فهؤلاء التجار يكثرون من الأيمان الكاذبة لأكل أموال الناس بالباطل!!

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف في البيع والشراء ويلحق به غيرهما من وجوه التعامل بين الناس؛ فقد ثبت في الحديث عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” الْحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ” ( البخاري ومسلم)؛

قال الإمام النووي:” وفيه النهي عن كثرة الحلف في البيع فإن الحلف من غير حاجة مكروه وينضم إليه ترويج السلعة وربما اغتر المشتري باليمين” ( شرح النووي )؛ وقد توعد الله المنفق سلعته بالأيمان الكاذبة بالوعيد الشديد في الآخرة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ؛ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ؛ وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ” ( البخاري)؛

يقول الإمام الغزالي في الإحياء:” ولا ينبغي أن يحلف عليه البتة؛ فإنه إن كان كاذباً فقد جاء باليمين الغموس وهي من الكبائر التي تذر الديار بلاقع؛ وإن كان صادقاً فقد جعل الله عرضة لأيمانه؛ فالدنيا أخس من أن يقصد ترويجها بذكر اسم الله من غير ضرورة … فإذا كان الثناء على السلعة مع الصدق مكروهاً من حيث أنه فـضـول لا يـزيـد فـي الـرزق فـلا يخفى التـغلـيـظ فـي أمـر الـيـمـيـن!”.

أيها المسلمون: إن ما نزل بنا من بلاء وغلاء وعلل وأمراض سببه الكذب والخيانة وكثرة الحلف الكاذب وانتشار الربا والبيوع المحرمة بين أفراد المجتمع؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا؛ وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ؛ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا؛ وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ؛ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ” ( ابن ماجة والبيهقي والحاكم وصححه )؛ فهل يعي المسلمون معنى هذا الحديث العظيم في أحوالهم التي يعيشونها الآن ويعودوا إلى رشدهم ويبتعدوا عن الكذب وطرق الكسب المحرمة؟!

أيها المسلمون: اعلموا أن قوام المجتمع في التعامل بصدق في جميع مجالات الحياة؛ فكيف يكون لمجتمع ما كيان متماسك، وأفراده لا يتعاملون فيما بينهم بالصدق؟! وكيف يكون لمثل هذا المجتمع رصيد من ثقافة أو تاريخ أو حضارة وأفراده يكذبون ويرجون للكذب؟! كيف يوثق بنقل المعارف والعلوم إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإنساني؟! كيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع؟! كيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟! كيف يوثق بالدعاوى والشهادات مالم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟!

ألا فلنعد إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من صدق في المعاملات والبيع والشراء حتى نكون قدوةً لغيرنا ودعوةً للآخرين إلى الدخول في هذا الدين الحنيف؛ إننا إن فعلنا ذلك فزنا في الدنيا بالسعادة والثقة والطمأنينة والتراحم فيما بيننا؛ وفي الآخرة بالجنة والمغفرة والثواب العظيم.


التوقيع

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 - 6 - 2017
الآمبرآطور الآمبرآطور غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 12 - 6 - 2017
المشاركات: 57
افتراضي رد: الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول -

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 - 6 - 2017
الصورة الرمزية ابو ساره
ابو ساره ابو ساره متواجد حالياً
النائب الاول
 
تاريخ التسجيل: 7 - 12 - 2013
المشاركات: 20,568
افتراضي رد: الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول -

شكرااا للمتابعة

التوقيع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 - 4 - 2024
الصورة الرمزية ۩◄عبد العزيز شلبى►۩
۩◄عبد العزيز شلبى►۩ ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ متواجد حالياً
مراقب أقسام الفلاشات
 
تاريخ التسجيل: 25 - 7 - 2015
المشاركات: 9,594
افتراضي رد: الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول -



التوقيع




رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 - 4 - 2024
nadjm nadjm متواجد حالياً
الادارة العـــــــــامة
 
تاريخ التسجيل: 2 - 2 - 2016
المشاركات: 10,267
افتراضي رد: الصدق في التجارة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول -

بارك الله فيك اخي على الموضوع
----------------------------
 مشاهدة جميع مواضيع nadjm
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
والمأمول, المعاصرة, الواقع, التجارة, الصدق, بين, حياتنا, في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حفظ اللسان بين الواقع والمأمول ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 1 7 - 6 - 2016 7:21 AM
علو الهمة في حياتنا المعاصرة بين النظرية والتطبيق ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 1 8 - 3 - 2016 2:45 AM
واجبنا نحو الرحمة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 0 11 - 8 - 2015 11:06 AM
أخلاق الصائمين بين الواقع والمأمول. ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 0 19 - 6 - 2015 11:23 AM
واجبنا نحو الرحمة في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 0 25 - 12 - 2014 11:07 AM


الساعة الآن 12:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
( Developed and programmed by engineer ( Abu Maryam Sat